للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الحسن أيضاً: (كان والله غنيًا عن المشاورة ولكن أراد أن يستن لهم) (١).

وقال علي - رضي الله عنه -: (الإستشارة عين الهداية وقد خاطر من استغنى برأيه والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم) (٢).

ولذا (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما يحض على إقامة الشورى من بعده بما يشعر بوجوبها ... عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: (إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاؤكم، وأمركم شورى بينكم، فظهر الأرض خير لكم من بطنها. وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاؤكم وأموركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها) (٣).

ففي هذا وعد بالخير والبركة في حياة المسلمين ما داموا متمسكين بالشورى، وفيه وعيد شديد وإنذار بما تلقاه الأمة في حياتها من الشدائد والمحن إذا تخلت عن الشورى الجادة وخضعت للعواطف المائعة واكتفت في أمورها برأي النساء، ورأى غالبهن إلى أفنْ (ضعف) وعزمهن إلى وهن!!

(ومن يقرأ حياة الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - والصالحين من ولاة الأمر في خير قرون الإِسلام يجد أن الشورى كانت ديدنهم في جميع ما


(١) زاد المسير في علم التفسير لإبن الجوزي ١/ ٤٨٨، طبعة أولى ط المكتب الإِسلامي - دمشق.
(٢) المرجع السابق من زاد المسير ١/ ٤٨٨.
(٣) رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب. مشكاة المصابيح للتبريزي ٣/ ١٤٧٤، حديث رقم ٥٣٦٨، تحقيق الألباني، طبع المكتب الإِسلامي - الطبعة الثالثة ١٤٠٥ هـ بيروت.

<<  <   >  >>