للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معسكري متقابلين متعاديين العمل في أحدهما يؤدي إلى إهمال العمل في الأخرى إلى مفهوم عمارة الأرض، الذي تحول من عمارة الأرض بمقتضى منهج الله إلى توقف العمارة إلى عودة العمارة ولكن بغير منهج (١) الله!! ...

ومن التخلف العقدي نشأت كل ألوان التخلف التي أصابت العالم الإِسلامي: التخلف العلمي والحضاري والاقتصادي والحربي والفكري والثقافي) (٢).

وكان من نتائج فساد العقيدة الذي أصيبت به الأمة: انهيار أخلاقها وشيوع الفواحش والمنكرات فيها وانغماس كثير من أبنائها في حمأة الرذائل والشهوات وانصرافها إلى المتع والملذات والبعد عن هدي الشريعة الإِسلامية في جميع المجالات الأخرى.

٣ - وفي المجال الإجتماعي:

"فشلت النظم المستوردة "يمينية" ويسارية في تأمين السعادة والطمأنينة والاستقرار للإنسان بل إنها تسببت في إشقاء الإنسان وانغماسه وانعكس ذلك على الأسر فتفككت وضعفت الروابط الأسرية وانهدمت الأواصر العائلية، وانعدمت القيم والمكارم، وحلت الأنانية والأثرة وحب الذات محل التعاون والإيثار، وحب الآخرين والعطف عليهم، وبدت ظاهرة القلق والإضطراب والإكتئاب على كثير من أفراد المجتمعات التي تنكرت لشرع الله وترتب على ذلك انتشار العيادات النفسية وارتفاع نسبة الإنتحار واستحالة النوم وجلب الطمأنينة النفسية أصبح هنا بتناول الحبوب المخدرة والمهدئة وشرب الخمور والمسكرات والإفراط في التدخين والسهر، والإنغماس في الموبقات


(١) الأولى أن يقال: شرع الله بدل منهج الله. (مؤلف).
(٢) واقعنا المعاصر، لمحمد قطب ص ١٦٣ - ١٧٣.

<<  <   >  >>