إن الدعوة إلى تطبيق أحكام الشريعة الإِسلامية تحتاج إلى الصبر والتأني وعدم التسرع وتعجل الثمار والثبات والتوكل وعدم اليأس والقنوط: وأعود فأذكر القارئ بما فعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم صاح بعقيدة التوحيد: كانت مئات الأصنام صفوفًا داخل الكعبة وحولها، وقد ظل ثلاثًا وعشرين سنة يدعو؛ تدري متى هدم هذا الأصنام؟ في السنة الحادية والعشرين من بدء الدعوة!!.
إنه ما ذكر - عليه الصلاة والسلام - حتى في عمرة القضاء أن يمس منها وثنًا -أي قبل فتح مكة بسنة- أما نحن فيريد معظمنا إن لم نكن كلنا - الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإِسلامية في الصباح وشن حملة على من لم يحكم بها في المساء!! والنتيجة التي لا محيص عنها مصارع متتابعة ومتاعب متلاحقة ونزق يحمل الإِسلام مغارمه دون جدوى!!.
يقول شيخ الإِسلام ابن تيمية -رَحِمَهُ اللهُ-:
" ... كثير من الناس إذا رأى المنكر أو تغيُّرَ كثيرٍ من أحوال الإِسلام جزع وَكَلَّ ناح كما كما ينوح أهل المصائب وهو منهي عن هذا، بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإِسلام وأن يؤمن بالله مع الذين