للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين، واعتقد ما قاله ذلك دون ما

قاله الله ورسوله مشركًا مثل هؤلاء) (١).

وقال -رَحِمَهُ اللهُ- ملزماً كل من علم حكم الله التمسك به وإن أوذي في ذلك .. قال -رَحِمَهُ اللهُ-: (ولو ضرب وحبس وأوذي بأنواع الأذى ليدع ما علمه من شرع الله ورسوله الذي يجب اتباعه واتبع حكم غيره كان مستحقًا لعذاب الله بل عليه أن يصبر، وإن أوذي في الله فهذه سنَّة الله في الأنبياء وأتباعهم) (٢).

وقال الشيخ أحمد شاكر -رَحِمَهُ اللهُ-: (... وهذا مثل ما ابتلي به الذين أشربوا في قلوبهم حبها، والشغف بها، والذب عنها وحكموا بها وأذاعوها، بما ربوا من تربية أساسها صنع المبشرين الهدامين أعداء الإِسلام ومنهم من يصرح ومنهم من يتوارى، ويكادون يكونون سواء فإنا لله وإنا إليه راجعون) (٣).

قلت نعم: إن واقعنا المعاصر اليوم ليشهد لهذا: فالقوانين الوضعية تغمر كثيرًا من المجتمعات الإِسلامية -إلَّا ما رحم ربك- ويقبل عليها كثير من الناس بلا حرج، بل في شوق وارتياح وتمدها وتقوي شوكتها في ديار المسلمين روافد لا تنضب أولها في ديار الكفر وآخرها في قلوب إخوانهم وحلفائهم ممن تربوا على أيديهم ورضعوا ثقافتهم وتغذوا بلبانهم، وأصيبوا


(١) مجموع فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية ٧/ ٧٠.
(٢) مجموع فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية ٣٥/ ٣٧٣.
(٣) شرح الطحاوية في العقيدة السلفية "الحاشية" ص ٣٦٤ - الطبعة الرابعة - المكتب الإِسلامي، بيروت.

<<  <   >  >>