للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن حقوق غير المسلمين بل ومن آكلدها وأقواها:

المحافظة على شروط صلحهم أو معاهداتهم إن كانوا من أهل الصلح والمعاهدة، محافظة تحرم على أي مسلم أن يبخس بشيء مما جاء في تلك العهود والمواثيق ... فقد روى أبو داود بسنده عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة" (١).

وروى ابن ماجه في سننه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قتل معاهدًا له ذمة الله وذمة رسوله فلا يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عامًا" (٢).

وكان فيما تكلم به عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قبيل وفاته: (أوصى الخليفة من بعدي بذمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم، ولا يكلفوا فوق طاقتهم) (٣).

ومن عهوده - رضي الله عنه -:

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان: أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم ونفائسهم وصلبانهم سقيمها وبريئها وسائر ملتها أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها


(١) سنن أبي داود ٣/ ٣٧، كتاب الخراج والإمارة والفيء - باب ٣٣، حديث رقم ٣٠٥٢ إعداد وتعليق عزت عبيد الدعاس طبع ١٣٩١ هـ.
(٢) سنن ابن ماجه ٢/ ١١٢ حديث رقم ٢٧١٩ طبعة ثالثة ١٤٠٤ هـ بشركة الطباعة العربية السعودية المحدودة.
(٣) الخراج لأبي يوسف ص ١٢٥.

<<  <   >  >>