للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتلك هي أهم الأسس الرئيسية التي يقيم عليها الإِسلام بناءه في نظام الحكم ولكن هذه الأسس وغيرها قد تعطلت بسبب أهواء الكثير من الحكام واستبدادهم وتحكيمهم القوانين الوضعية، ولقد عانت الشعوب الإِسلامية من جراء ذلك وكابدت الأمرين!!

والذي ينظر في حال كثير من المجتمعات الإِسلامية اليوم يرى برهان ذلك.

فقد: "اكتظت البلاد بحكام وزعماء وأصحاب رأي تفرقوا أحزابًا وشيعًا يتآمر بعضهم على بعض ويتقول كل منهم على الآخر بالحق والباطل ويتبادلون القذف والسباب كما لوكانوا يتقارضون المدح والثناء، رضوا بأن يعيشوا متنابذين متفرقين وكل فريق يحاول تحقير الآخر وتشويهه ليعلوا على هامته أو ليخلوا له الجو فينطلق" (١).

قال شيخ الإِسلام ابن تيمية -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-:

(وإذا خرج ولاة الأمور عن الحكم بغير ما أنزل الله وقع بأسهم بينهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما حكم قوم بغير ما أنزل الله إلَّا وقع بأسهم بينهم"، وهذا من أعظم أسباب تغير الدول كما قد جرى مثل هذا مرة بعد مرة في زماننا وغير زماننا، ومن أراد الله سعادته جعله يعتبر بما أصاب غيره فيسلك مسلك من أيده الله ونصره، ويجتنب مسلك من خذله الله وأهانه، فإن الله يقول في كتابه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (٤١)} (٢).


(١) الإِسلام وأوضاعنا القانونية ص ١٢٣، ١٢٤.
(٢) سورة الحج: الآيتين ٤٠، ٤١.

<<  <   >  >>