للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولمسلم عن معقل بن يسار قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلَّا لم يدخل معهم الجنة" (١).

(فالحاكم مأمور من قبل الشارع أن يحوط الرعية بالنصح ومتوعد من قبله على ترك ذلك بأعظم وعيد والله أعلم) (٢).

ومن أقوال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: (إن الراعي مسؤول عن رعيته، فلابد له أن يتعهد رعيته بكل ما ينفعهم الله به ويقربه إليه فإن من ابتلى بالرعية فقد ابتلى بأمر عظيم) (٣).

نعم: إن الحكم في الإِسلام ليس وجاهة ولا رفاهة وليس جنون العظمة عند محب السلطة وإنما هو حمل باهظ وهم بشؤون الأمة ثقيل، وعقد يتم بين الحاكم والمحكومين على أن تكون طاعة المحكومين له مشروطة بطاعته هو لله ورسوله، فإذا حاد عن طاعة الله وانحرف عن سمت العدل فلا سمع ولا طاعة له على الأمة: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (٢٨)} (٤). {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (١٥١) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (١٥٢)} (٥)


(١) صحيح مسلم ٣/ ١٤٦٠، كتاب الِإمارة - باب ٥، طبع ونشر الرئاسة العامة للبحوث بالسعودية.
(٢) القواعد الفقهية، للندوي ص ٢٨٣، طبع دار القلم، دمشق.
(٣) الخراج، لأبي يوسف ص ١١٩.
(٤) سورة الكهف: آية ٢٨.
(٥) سورة الشعراء: آيتان ١٥١، ١٥٢.

<<  <   >  >>