للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثاً: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولى الله أمركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال" (١).

كما أن على الأمة كلها بذل الطاعة له ظاهرًا وباطناً في كل ما يأمر به أو ينهى عنه، قال -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ...} (٢) الآية.

قال أبو جعفر الطبري -رَحِمَهُ اللهُ- في تفسيره لهذه الآية: "واختلف أهل التأويل في "أولي الأمر" الذين أمر الله عباده بطاعتهم في هذه الآية ... وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: هم الأمراء والولاة: لصحة الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان لله طاعة وللمسلمين مصلحة" (٣).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم قال: "سيليكم بعدي ولاة فيليكم البر ببره والفاجر بفجوره فاسمعوا وأطيعوا في كل ما وافق الحق وصلوا وراءهم فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساؤوا فلكم وعليهم" (٤).


(١) السنن الكبرى للبيهقي ٨/ ١٦٣. طبع دار المعرفة، بيروت - لبنان.
(٢) سورة النساء: آية ٥٩.
(٣) جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري، تحقيق محمود محمد شاكر -رَحِمَهُمَا اللهُ- ٨/ ٤٩٦، ٥٠٢، طبع دار المعارف بمصر.
(٤) انظر: جامع البيان للطبري ٨/ ٥٠٢ قال المحقق: وهذا الحديث ضعيف جدًّا لم نجده إلَّا في هذا الموضع والله أعلم. انظر: المرجع السابق ص ٥٠٢، هامش ٣.

<<  <   >  >>