للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله: فقلت له: ألا ترى ما بوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال عمر: رضيت بالله ربًّا وبالِإسلام دينًا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولاً. قال: فسُرِّي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: والذي نفسي بيده لو أصبح فيكم موسى - عليه السلام - ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين) (١).

وللحافظ أبي يعلى: (لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا وإنكم إما أن تصدقوا بباطل، وإما أن تكذبوا بحق، وإنه والله لو كان موسى حيًا بين أظهركهم ما حل له إلَّا أن يتبعني).

وروى الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللهُ- بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -أي الأديان أحب إلى الله: قال: الحنيفية السمحة) (٢).

نعم: لقد جمعت الشريعة الخاتمة محاسن الرسالات السابقة، وفاقتها كمالًا وجلالاً. قال الحسن البصري -رَحِمَهُ اللهُ-: (أنزل الله مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة: التوراة، والِإنجيل، والزبور، والفرقان "القرآن" ثم أودع علوم الثلاثة الفرقان) (٣).

وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-:

(إن القرآن قرر ما في الكتب المتقدمة من الخبر عن الله وعن اليوم الآخر، وزاد ذلك بياناً، وتفصيلًا، وبين الأدلة والبراهين على ذلك، وقرر نبوة الأنبياء كلهم، ورسالة المرسلين، وقرر الشرائع الكلية التي بعث بها


(١) مسند الإمام أحمد ٣/ ٤٧١.
(٢) مسند الإمام أحمد ١/ ٢٣٦.
(٣) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ٣/ ٣٣٦، طبع وتوزيع الرئاسة العامة للإِفتاء بالسعودية.

<<  <   >  >>