للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ} (١) و {يَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ} (٢) أتبع {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} (٣) كما فعل في الأنعام حيث ثقل قوله تعالى: {عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً} (٤) إتْباعاً لما تقدم من قوله تعالى: {لَوْلَا نُزِّلَ} (٥) ليأتي ذلك على لفظ واحد وطريقة واحدة.

قال الحافظ (٦) - رَحِمَهُ اللهُ -: (فأما قول اليزيدي - إنما أدغم من أجل كسرة الذال (٧) فلا يصح: إذ كان قد أظهر {ضُرِبَ مَثَلٌ} (٨) و {كُذِّبَ مُوسَى} (٩) و {إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} (١٠) و {مَنْ شَرِبَ مِنْهُ} (١١)

وافق الإِمام الحافظ على الإِدغام فيما ذكر وزاد إدغام الباء في الفاء


(١) جزء من الآية: ١٢٩ آل عمران.
(٢) جزء من الآية: ٢١ العنكبوت.
(٣) جزء من الآية: ٢٨٤ البقرة.
(٤) جزء من الآية: ٣٧ الأنعام.
(٥) جزء من الآية: ٣٧ الأنعام.
(٦) انظر جامع البيان - الورقة (٧٣/ أ).
(٧) وقيل: إنما أدغم من أجل ضم الباء بعد الكسر، ورده أيضاً الداني بإدغامه {زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} (الآية ١٨٥ س آل عمران).
والعلة الجيدة فيه مع صحة النقل وجود المجاور، كما ذكر الحافظ، ومما يدل على اعتبار هذا التوجيه: أن جعفر بنِ محمد الآدمى روى عن ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أدغم {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ} "الآية ٣٩ س المائدة" والباء في ذلك مفتوحة، وما ذاك إلا من أجل مجاورة "بعد ظلمه" المدغمة في مذهبه، والدليل على ذلك أنه مع إدغامه حرف المائدة أظهر {وَمَنْ تَابَ مَعَكَ} "الآية ١١٢ س هود" والله أعلم. النشر جـ ١ ص ٢٨٧.
(٨) جزء من الآية: ٧٣ الحج.
(٩) جزء من الآية: ٤٤ الحج.
(١٠) جزء من الآية: ٢٤ الحج.
(١١) جزء من الآية: ٢٤٩ البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>