للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما ثبت هذا مع الألف كانت الهاء أولى بالفتح، إذ إمالتها فرع إمالة الألف. وهذا مع اتصال أحرف الإستعلاء بالهاء، أما إذا حال بينهما حرف فإنهم يميلون للكسائي ولا يراعون حرف الإستعلاء نحو: {رَقَبَة} (١) و {الْعَقَبَة} (٢) و {لْبَطْشَةَ} (٣) و {الْعُصَبة} (٤) و {بَغْتَهً} (٥) و {النَّخُلَةِ} (٦).

وأما الحاء والعين فلقربهما من الخاء والغين في المخرج حكم لهما بحكمهما، ومع هذا فأنهما إذا وقعا لاماً أو عيناً في (فعل) المفتوح العين فإن المضارع إذ ذاك يفتح عينه فصيحا مطرداً نحو (جعل يجعل) و (شرح يشرح) وهذا تعليل المهدوي. وعلل الحافظ في (الموضح) بأن الحاء والعين من حروف الحلق فهما من حيز الألف، والفتح من الألف قال فلذلك لزم حروف الحلق وكان أحق بها ليجانس الصوت، فإن قيل إن هذا التعليل وتعليل المهدوي ينكران على أصل الباب لأن الهاء من حروف الحلق. ويأتي المضارع إذا كانت عينه أو لامه مفتوح الوسط كما تقدم في الحاء والعين نحو (ذهل يذهل) و (نقه ينقه) (٧) فكان ينبغي على هذا ألاتُمال في الوقف؟

فالجواب - أن الهاء إذا كانت عيناً أو لاماً في (فعل) بفتح العين فلها قوة، وتمكين فتمكنها أنها تثبت وصلًا ووقفاً. وقوتها ملازمة الحركة لها، أما


(١) جزء من الآية: ٩٢ النساء.
(٢) جزء من الآية: ١٣ البلد.
(٣) جزء من الآية: ١٦ الدخان.
(٤) جزء من الآية: ٧٦ القصص.
(٥) جزء من الآية: ٣١ الأنعام.
(٦) جزء من الآية: ٣٢ مريم.
(٧) في الأصل (نقد ينقد) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>