للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوصل بعد الكسرة، أو الياء الساكنة، وضموها فيما عدا ذلك. ويصلون الحركة بحرف من جنسها إذا تحرك ما قبلها في كل اللغات، فإن سكن ما قبلها تركوا الصلة في أشهر اللغتين، وإنما خصوا الهاء بالصلة دون التاء.

والكاف؛ لأنها حرف ضعيف مهتوت (١) قد بلغ في الضعف غاية ليست لغيره من الحروف، فأرادوا تقوية حركتها بالصلة ليكون ذلك الجابر لقوة الحرف، وكانه بمنزلة العوض مما نقص من بيان الهاء؛ وأما من حذف (٢) صلتها من العرب في الوصل إذا سكن ما قبلها فإنه رأى أن الهاء لما حل بها من الضعف في حكم العدم، فلو وصلها لكان كأنه قد جمع بين ساكنين، إذ الهاء بينهما حاجز غير حصين، فإذا أرادوا إضمار الإثنين حركوا التاء والكاف، والهاء بالضم، وألحقوا كل واحد منها زيادتين، كما ألحقوا الإسم الظاهر حين ثنوه. وكانت إحدى الزيادتين ألفًا لأنها (٣) قد استقرت لإضمار الإثنين في (فعلا) و (يفعلان) ولأنها أيضًا قد أقرت في الظاهر لإفادة معنى التثنية، وكانت الزيادة الأخرى ميمًا وقدمت على الألف لتفرق بين حال المضمر والظاهر في التثنية، كما فرقوا في التصغير بين الأسماء المبهمة وغيرها إلا أنهم يكسرون الهاء إذا تقدمتها كسرة، أو ياء ساكنه نحو (بهما) و (إليهما) وذلك لضعفها (٤) ولم يفعلوا ذلك بالكاف، والتاء لأنهما أقوى من الهاء، فلم تقوَ الكسرة والياء على


(١) أي: خفيف. وفي القاموس جـ ١ ص ١٦٠ رجل (مهت) (وهتات) و (هتهات) خفيف، كثير الكلام.
(٢) في (ت) (ترك).
(٣) في الأصل (لأنهما) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(٤) في الأصل (لضعفهما) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>