للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تغييرهما، فإذا أرادوا إضمار الجمع استحقت التاء والكاف والهاء عندهم أن يلحقوها زيادتين، كما فعلوا حين أرادوا إضمار الإثنين، وكما فعلوا ذلك حين جمعوا الإسم الظاهر الجمع الذي على حد التثنية، فجعلوا للمذكر الميم والواو، وللمؤنث النون المضاعفة.

وعند هذا ظهر لزوم تحريك الميم بالضم من أجل الواو، كما لزم تحريكها بالفتح من أجل الألف، فلهذا قالوا إن الأصل في ميم الجمع أن تحرك بالضم، ثم إن هذه الصيغة التي للجميع آن اتصل بها ضمير ثبتت ضمة الميم وصلتها بالواو كقوله تعالى: {أوْرِثْتُمُوهَا} (١) و {أشْرَكتُمُونِ} (٢) وتقول: (الدرهم اعطاكموه زيد) و (الزيدون هند (٣). أعطاهموها عمرو)

قال سيبويه في (باب ما ترده علامة الإضمار إلى أصله) بعد أن ذكر كسر لام الجر مع الظاهر (خيفة الإلتباس بلام الإبتداء. وفتحها مع المضمر لزوال اللبس) يريد فرجعت اللام إلى أصلها من الفتح الذي هو أخف الحركات. ثم قال ما نصه: (وقد شبهوا به قولهم "أعطيتكموه") في قول/ من قال (أعطيتكم ذلك فيجزم، ردوه إلى أصله كما ردوه بالألف واللام حين قال (أعطيتكم اليوم) - يريد أنهم ردوا ميم (٤) الجميع (٥) إلى الأصل عند اتصال مضمريه فحركوه بالضم، وأثبتوا الواو في لغة من يسكنها ويحذف


(١) جزء من الآية: ٤٣ الأعراف.
(٢) جزء من الآية: ٢٢ إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -.
(٣) في الأصل و (ت) (هذا عطاهموها) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(٤) في الأصل (الميم) وهو خطأ والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(٥) في (ص) و (ت) (الجمع).

<<  <  ج: ص:  >  >>