للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواوفي الأصل، إذا لم يتصل به المضمر كما أنهم أيضًا حركوها بالضم عند لقيها الساكن في قولهم: (أعطيتكم اليوم) وهذا الكلام نص من سيبوية في أن الأصل عنده في هذه الميم التحريك بالضم، وأن المضمر يردها إلى أصلها، كما يرد لام الجر إلى أصله من الفتح، وأن ضمتها عند لقيها للساكن هي حركة الأصل، ثم حكى عن يونس أنه يقول: (أعيتكمه) يريد أن يسكن الميم ويحذف الواو مع اتصال المضمر به ولا يرده إلى أصله ثم قال سيبويه: (والأول أكثر وأعرف) (١) يعني ما قدم من رد الميم إلى أصلها مع المضمر، واقتضى قوله: (والأول أكثر أعرف) أن ما حكى عن يونس إنما هو لغة مسموعة إلا أنها غير شهيرة، وقد حصل في أثناء هذا الكلام أن هذه الميم إذا استعملت في الوصل ولم يتصل بها مضمر أنها تسكن وتحذف صلتها وعليه أكثر القراء إذ قد أمنوا التباسه بالمفرد لثبوت الميم، وأمنوا التباسه بالإثنين لعدم الألف، ومنهم من يضم الميم ويثبت الواو إبقاء لحكم الأصل، وعليه قراءة ابن كثير، وصت وافقه وهي أقل اللغتين والله أعلم.

فأما في الوقف فلابد من حذف الصلة، وقد تقدم أن مذهب الحافظ والإمام منع الروم والإشمام عند الوقف على ميم الجمع والتزام إسكانها، وأن الشيخ يجيز فيها الروم والإشمام.

واعلم أن كسر الهاء في قولك (بهم) و (عليهم) ونحوهما تغيير لحق الهاء لضعفها كما تقدم في قولك: (بهما) و (إليهما)، والأصل تحريكهما بالضم عند لحاق علامة الإثنين، والجميع (٢) كما هو، كذلك إذا لم يتقدمه


(١) انظر كتاب سيبويه جـ ٢ ص ٣٧٦ - ٣٧٧.
(٢) في (س) (الجمع).

<<  <  ج: ص:  >  >>