للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النحو. واعلم أن أكثر خط المصحف موافق لتلك القوانين، وقد جاء فيه أشياء خارجة عن ذلك يلزم اتباعها، ولا تتعدى، منها ما عرفنا سببه، ومنها ما غاب عنا، وليس المقصود هنا بيان ما ورد من ذلك، بل يكفي هذا القدر من التنبيه؛ إذا وقف عليها ما يوافق خط المصحف، ولا يخالفه إلا إذا وردت رواية عن أحد من الأئمة تخالف ذلك فتتبع الرواية كما يذكر في هذا الباب.

وذكر الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - أن الرواية تثبت عن نافع، وأبي عمرو، والكوفيين باتباع المرسوم في الوقف، وأنه لم يرد في ذلك شيء عن ابن كثير، وابن عامر (١) ثم ذكر في هذا الباب مخالفة المرسوم في مواضع مختلفة عن جماعة القراء إلا عن نافع فلم يذكر عنه فيه شيئًا، وذكر في كتاب لتحبير ورود الرواية عن نافع، وأبي عمرو، وحمزة، والكسائي، وعن عاصم بتأويل، ثم ذكر الطرق متصلة الأسانيد إلى الأئمة الأربعة (٢) أنهم كانوا يقفون على (الكتاب) وذكر السند إلى عاصم من طريق أبي بكر أنه كان يقرأ {الصراط} بالصاد من أجل {الكتاب} قال الحافظ: (فدل قوله: {من أجل الكتاب} أنه يتبع مرسوم الخط).

قال العبد: وهذا قصد الحافظ بقوله: (وعن عاصم بتأويل) ثم ذكر سندًا آخر إلى أبي بكر عن عاصم أنه كان يتبع في قراءته المصحف. قال الحافظ (يعني في الوصل والوقف) فإن قيل لم يذكر في هذا الباب عن نافع رواية تخالف المرسوم مع أن نافعًا يخالف المرسوم في مواضع كثيرة، منها ما خالف فيه المرسوم في الوصل والوقف، ومنها ما خالف فيه الوصل دون الوقف، فمن ذلك ما ورد في القرآن من لفظ {شيء} و {دفء}


(١) انظر التيسير ص ٦٠.
(٢) يعني نافعًا. وأبا عمر، وحمزة، والكسائي.

<<  <  ج: ص:  >  >>