للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا تقرر هذا فاعلم أن القسم/ الأول المتفق على قراءته بالجمع كتب بالتاء الممدودة ليوافق اللفظ الخط فلا إشكال فيه ولا سؤال يعتريه.

وأما القسم الثاني: المتفق على قراءته بالإفراد، فإنما كتب بالتاء الممدودة رعيًا لحال الوصل، فإن أكثر تلك الكلمات مضافة إلى ما بعدها، وحق المضافين ألا يفصل بينهما، لأن الثاني منهما قد حل من الأول محل التنوين فصارت التاء في المضاف الأول كأنها في وسط الإسم.

وأما {لَاتَ حِينَ} (١) و {اللَّاتَ وَالْعُزى} (٢) و {مِن ثَمَرَاتٍ مِنْ اكمَامِهَا} (٣) و {هَيْهَات هَيْهَاتُ لِمَا تُوعَدُونَ} (٤) فإنها وإن لم تكن فيها إضافة لكنها لا يستقل الكلام بالوقف عليها، بل لابد من وصلها بما بعدها، فاشبهت لذلك المضاف، فكتبت بالتاء الممدودة على قصد الوصل، ولا ينبغي لأحد أن يتعمد الوقف على شيء منها، لهذا السبب، ومن وردت عنه رواية بالوقف على شيء منها، فليس ذلك على معنى أنه يختار الوقف ويعمده، ولكن معناه أنه يقف إن عرض له انقطاع نفس، أو نسيان، أو ليرى كيف حكمه في الوقف لو كان مما يختار الوقف عليه. والله أعلم.

وأما القسم الثالث المختلف في قراءته فكتب بالتاء الممدودة رعيًا لمذهب من يقرأه بالجمع، ورجحت هذه القراءة في الرعي على قراءة من أفراد، لأن التاء هي الأصل كما تقدم في باب الوقف للكسائي.


(١) جزء من الآية: ٣ ص.
(٢) جزء من الآية: ١٩ النجم.
(٣) جزء من الآية: ٤٧ فصلت.
(٤) جزء من الآية: ٣٦ المؤمنون.

<<  <  ج: ص:  >  >>