للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد، وإن أفتاك الناس وأفتوك» (١).

فالحلال البين لا يحصل منه في قلب المؤمن ريبة، والحرام البين لا يرتاب قلب المؤمن في حرمته؛ أما ما فيه شبهة وشك، فإن القلب يضطرب ويتردد في حكمه، وعلامة صدق الإيمان أن يترك المسلم ما يضطرب منه القلب، فيما لو خلي بينه وبين نفسه، بحيث لا يراه أحد من الخلق، فضلاً عما يطلع عليه الناس، وهذا هو الإثم الذي يحيك في الصدر، ويخاف الإنسان أن يطلع عليه الناس.

وأخرج مسلم بسنده عن النواس بن سمعان قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البر والإثم، فقال: «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطَّلع عليه الناس» (٢).

ولذا فقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «دع ما يريبك إلا ما لا يريبك» (٣).


(١) قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني وأحمد باختصار عنه، ورجال أحمد إسنادي، والطبراني ثقات، انظر ج ١٠ ص ٢٩٤. وعلي المتقي في كنز العمال ج ٣ ص ٤٣٢ رقم ٧٣١٢ وقال المنذري في الترغيب والترهيب بعد أن ذكره، رواه أحمد بإسناد حسن ج ٤ ص ٢٦، ٢٧، رقم ٢٥٤١، وراجع الدارمي: الإمام أبو محمد عبد الله ابن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام، سنن الدارمي، دار إحياء السنة النبوية، طبع بعناية محمد أحمد دهمان بدون تاريخ ج ٢ ص ٢٤٦.
(٢) مسلم ج ٤ ص ١٩٨٠ رقم ٢٥٥٣.
(٣) رواه النسائي والترمذي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، وقال: حسن صحيح، وأخرجه أيضا أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم والطبراني كما قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم ص ٩٣ وصححه الألباني عن أنس عند أحمد وعن الحسن عن النسائي وعن وابصة عند الطبراني في الكبير وعن ابن عمر عند الخطيب في التاريخ، انظر صحيح الجامع الصغير ج ٣ ص ١٤٤ رقم ٣٣٧٢.

<<  <   >  >>