للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثاني

تيسير سبل الكسب الحلال أمام المسلم

[تمهيد]

وسبل الكسب الحلال التي يسرها الإسلام أمام المسلم كثيرة ومتعددة.

لا يمكن حصرها على وجه التحديد، وللمسلم أن يسلك أيَّاً منها لتحصيل رزقه الحلال، فإن لم يجد ما يكفي حاجته من الراتب الوظيفي، فلا حرج عليه شرعاً أن يلج أكثر من باب حتى يجد كفايته العادية، فالزراعة والغرس وإحياء الموات، من أشرف الأعمال وأفضل المكاسب، وفيها عمارة للأرض واستخراج كنوزها، وحسن استخدامها، وهي صدقة جارية للمسلم في حياته وبعد مماته، وفي الصناعة تقدم حضاري وسبق مادي يعود على البشرية بالخير الوفير، والكسب الحلال- ما لم يزرع أو يصنع محرماً-.

ويرى بعض الفقهاء أن الصناعة أطيب المكاسب مستأنسين بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من يده» (١).

كما رغب الإسلام في التجارة المشروعة، ولم يمنع من مزاولتها حتى في أثناء أداء فريضة الحج، ورفع من منزلة التاجر الصدوق.

كما أن رعي الغنم عمل شريف، وحرفة عظيمة، له مزايا جمة وفضائل حميدة، يعوِّد الصبر والحلم والأناة والرفق والصدق والحنكة والسياسة.


(١) الحديث أخرجه البخاري عن المقدام، باب كسب الرجل وعمله بيده.

<<  <   >  >>