للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - وما رواه البيهقي في الشعب عن كليب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله تعالى يحب من العامل إذا عمل أن يحسن» (١).

٣ - وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه» (٢).

ومن هذا الإحسان الذي كتبه الله تعالى على كل شيء، والذي يحبه تعالى ويأمر به: الإحسان في أداء المهام الوظيفية، بأدائها على خير وجه، وعدم الإتجار بها أو التقصير فيها، أو استغلالها في الحصول على كسب غير مشروع من خلالها.

[ب- خيانة الأمانة في المجال الوظيفي كسب حرام]

للأمانة في الإسلام مدلول واسع، فهي ترمز إلى معانٍ شتى، تهدف جميعها إلى شعور المرء بتبعته، وتحمله مسؤولية كل أمر يناط به، ليكون ذا ضمير يقظ، تصان به حقوق الله وحقوق الناس، وتحرس به الأعمال من دواعي التفريط والإهمال (٣).

والذي يعنينا من موضوع الأمانة هو حفظ الحقوق والواجبات الوظيفية وإن استطاع الموظف أن يهضمها، أو تهيأت له ظروف العدوان عليها عن طريق الاختلاس أو الرشوة، ومن ذلك الائتمان على أداء المهام الوظيفية بحفظ ما اؤتمن عليه وأدائه كاملًا مقابل ما يتقاضاه من راتب دون التطلع إلى مقابل آخر أو مكافأة إضافية، وهذا هو مقتضى القيام بواجب الأمانة الوظيفية:


(١) حسنه المحدث الألباني في المرجع السابق ص ١٤٧ رقم ١٨٨٧. وهو في الحاديث الصحيحة برقم ١١١٣.
(٢) حسنه أيضا في المرجع نفسه عن البيهقي في شعب الإيمان ج ٢ ص ١٤٤ رقم ١٨٧٦.
(٣) انظر في عموم الأمانة وشمولها لجميع حقوق الله وحقوق العباد الحافظ ابن كثير تفسير القرآن العظيم، الآية رقم ٥٨ من سورة النساء ج ١ ص ٥١٥.

<<  <   >  >>