للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكأن في الآيتين وأشباههما إيحاء إلى الإنسان بالاعتبار والاستفادة.

- وإذا كنا قد أشرنا إلى بعض المواصلات البرية والبحرية والجوية فإن القرآن الكريم قد أشار إلى أن علم الغيب مليء دائمًا بكل جديد وبكل ما لم يكن موجودًا في زماننا كما تشير إليه الآية السابقة {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}.

جـ- الحديد:

ونوه القرآن الكريم بضرورة استخدام الحديد في مجال التصنيع كمصدر من مصادر القوة، والتقدم والعمران، فقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَاسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد:٢٥].

وقد علم الله صنعة الدروع لنبيه داود عليه السلام فقال: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَاسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} [الأنبياء: ٨٠].

وقد ألان الله تعالى له الحديد ليسهل استخدامه والانتفاع به فقال: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ*أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ (١) وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ (٢) وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سبأ: ١٠ - ١١].

وأشاد القرآن بما كان يصنع لسليمان عن طريق تسخير الجن له، فقال: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ (٣) وَتَمَاثِيلَ (٤) وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ (٥) وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ (٦)} [سبأ: ١٣].


(١) سابغات: دروع كوامل واقيات.
(٢) قدر في السرد: أحكم دق المسمار في الحلقة.
(٣) محاريب: مساكن وقصور ومعابد.
(٤) تماثيل: صور مجسدة.
(٥) جفان كالجواب: الحوض الذي يجبى فيه الماء.
(٦) قدور: جمع قدر- راسيات: ثابتات لا تتحرك لعظمها.

<<  <   >  >>