للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن ثقة المسلم في ربه تجعله يدعوه سبحانه بكل ما يريد، ولا يستعظم على الله شيء «ومن آداب الدعاء أن يسأل الله تعالى حاجاته كلها فلا يمنعه من الدعاء استعظام المطلوب ولا احتقاره» (١).

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من آمن بالله ورسوله وأقام الصَّلاة وصام رمضان كان حقًّا على الله أن يدخله الجنَّة هاجر في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي وُلد فيها قالوا: يا رسول الله أفلا ننبِّئ النَّاس بذلك قال إنَّ في الجنَّة مئة درجةٍ أعدَّها الله للمجاهدين في سبيله كلُّ درجتين ما بينهما كما بين السَّماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنَّه أوسط الجنَّة وأعلى الجنَّة وفوقه عرش الرَّحمن ومنه تفجَّر أنهار الجنَّة» (٢).

ومن الثقة في الله في استجابة الدعاء أن يجعل المسلم دعاءه كله لله واستعانته بالله وسؤاله لله فعن عبد الله ابن عباس - رضي الله عنه - قال كنت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقال: «يا غلام، إني أعلِّمك كلمات: احفظ الله يحفظْك، احفظ الله تجدْه تجاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله، واعلم أن الأمَّة لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفَّت الصحف» (٣).


(١) سلاح المؤمن في الدعاء والذكر، محمد بن محمد بن علي بن همام بن داود، تحقيق: محيي الدين ديب مستو ص ١٥٣، ط/ دار ابن كثير، دمشق: ١٤١٤ هـ ١٩٩٣ م.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب: الجهاد والسير، باب: درجات المجاهدين في سبيل الله، رقم ٢٧٩٠.
(٣) أخرجه الترمذي، كتاب: صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، باب: منه، رقم ٢٥١٦، وقال الألباني: حديث صحيح انظر: صحيح سنن الترمذي، الألباني ص ٥٦٦ - ٥٦٧، رقم ٢٥١٦.

<<  <   >  >>