الوفاء بالوعد من نعوت ذوي المروءات، والخلف فيه قدح في كمال الرجولة، وعصيان لرب العالمين، وأمارة على احتقار الآخرين، ولم يتصف بتلك الصفة إلا أراذل الخلق.
يقول عليه الصلاة والسلام:«آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان» متفق عليه. زاد مسلم «وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم». ومن أخلف وعده فقد عصى الله قال عز وجل:{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}[الإسراء: ٣٤] فيجب عليك الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد.
ومن وعد علق وعده بمشيئة الله وهو ناو عدم الوفاء به كان ذلك من إخلاف الوعد.
قال ابن رجب (١): "أن يعد ومن نيته أن لا يفي بوعده، وهذا أشر الخلف، ولو قال أفعل كذا إن شاء الله تعالى، ومن نيته أن لا يفعل كان كذباً وخلفاً، قاله الأوزاعي".