الشريعة بحور، والحياة مزدحمة بالهموم، وطاقة البشر مقصورة، وخير البشر عليه الصلاة والسلام نسي في صلاته وقال:«إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون». (متفق عليه).
فإذا ظهر ذلك لك جلياً أدركت أن من يقرأ العلم ثم ينسى شيئاً منه، ليس نقصاناً في شأنه، ولا ينقص ذلك من جلالته، كما أن ذلك لا يقنطه من مواصلة طلب العلم الشرعي، ولا ييأس من تحصيله. ولو كان ما يقرأ لا ينسى لما احتاج العلماء إلى مدارسة العلم وإدامة النظر فيه، والعكوف عليه، ومعاودة الإطلاع على ما قرئ.
والنسيان في العلم أدعى لدارسته، ليحصل طالب العلم ثواب العكوف عليه، ولو كان لا ينسى لما أصبحت لعبادة طلب العلم في حياته نصيب، وهذا من رحمة الله أن طالب العلم يتعبد الله بمراجعة وتكرار ما قرأ، لئلا ينسى، وهو بذلك يقوم بعبادة جليلة تكون له رفعة في الآخرة.
فإذا قرأت ونسيت فلا تحزن على ما فاتك منه، فالعلم أودية وأنت حال مدارسته في عبادة.
• كيف أتدارك كثرة نسيان ما أقرأ؟
طريقة العلماء حين قراءة كتب أهل العلم هي تدوين شوارد المسائل من المهمات بأن تكتب ما تلتقطه على باطن غلاف ما تقرؤه من الكتاب، ومع تعاقب الزمن ترى نفسك قد حصلت علوماً وافرة مما قيدته.
العلم صيد والكتابة قيده .. قيد صيودك بالحبال الواثقة