لا تتزعزع عن هداية الخلق ولو كثر الانحراف، ولا تيأس عن السير في دعوتك فهم بحاجتك، وأيقن دوماً بأن أهل المعاصي الذلة محيطة بهم، ولو تظاهروا بالعزة قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ}[الأعراف: ١٥٢].
وأهل المعاصي دائر عليهم لباس الذلة كل بحسب عصيانه، يقول عليه الصلاة والسلام:«وجُعل الذل والصغَار على من خالف أمري»(رواه أحمد).
وأهل الطاعة هم أهل العزة، وبقدر طاعتك تعتز، قال تعالى:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: ٨].
فأنت العزيز في مجتمعك، فاخفض جناحك لمن ابتلي بمعصية بدعوته بحكمة ولين وروية، وعدم احتقار له، مع كثرة الدعاء له بالهداية، فبحسن الخلق مع الدعوة تكسب القلوب.