ربك أغدق عليك من نعمه العظيمة، وأجزل عليك من عطاياه الجسيمة، لتشكره عليها والشكر هو الغاية من خلقه وأمره:{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[النحل: ٧٨] وأخبر سبحانه أن من لم يشكره لم يكن من أهل عبادته: {وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[البقرة: ١٧٢]. وقد أثنى الله على أول رسول بعثه إلى الأرض بالشكر، فقال:{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}[الإسراء: ٣] وأمر عبده موسى أن يتلقى ما آتاه من النبوة والتكليم بالشكر، فقال:{قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}[الأعراف: ١٤٤] وأثنى على خليله إبراهيم بشكر نعمه، فقال عنه:{شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[النحل: ١٣].
وأمر الله به آل داود فقال:{اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا}[سبأ: ١٣]. وأمر الله رسوله محمداً بالشكر فقال له:{بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}[الزمر: ٦٦]. وأول وصية وصى به الإنسان الشكر له وللوالدين فقال:{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}[لقمان: ١٤]. وبالشكر أمر الأنبياء أقوامهم فقال إبراهيم لقومه:{فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[العنكبوت: ١٧].