في هذه الأحاديث من الفوائد والأحكام تعليل الحكم فإن الحكم لا يتناجى اثنان دون الثالث من أجل أن ذلك يحزنه.
وتعليل الأحكام بالشريعة فيه من الفوائد:
١ - اطمئنان القلب. ... ٢ - وبيان سمو الشريعة.
٣ - وإمكان القياس.
ومن هذا نقول: كل شيء يُدخل الحزن على المرء المسلم فإنه لا يجوز؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن تناجي اثنان دون الثالث، وقال:«من أجل أن ذلك يحزنه» فعُلِم أن كل شيء يجلب الحزن للمسلم أنه محرم, وعلم بالمفهوم أن كل شيء يدخل السرور على المسلم أنه مشروع ومستحب.
وخلاصة الكلام على هذا الحديث، وفوائده، أنه يحرم أن يتناجى اثنان دون الثالث, وهذا صريح لفظ الحديث, ومفهوم الموافقة: لا يتناجى ثلاثة دون الرابع, ولا يتناجى الأربعة دون الخامس, بل قد يقال أنه كلما زاد العدد مع انفراد واحد زاد النهي؛ لأنه يشتد عليه الأمر, فاثنان أهون عليه من ثلاثة.
وفيه من الفوائد: أنه إذا كان المنفرد أكثر من واحد فهو جائز؛ كما لو تناجى اثنان دون اثنين, أو تناجى ثلاثة دون اثنين, أو تناجى خمسة