وهذا من حسن التدبير, وهو واجب من الواجبات, لأن مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب, فلا يتم حفظ النفوس, والعورات, والأموال, والأعراض, إلا بهذا, فحينئذٍ يكون من الواجبات.
قوله: (ويوكي السقاء)
السقاء، هو: القربة وما أشبه ذلك, يوكيها ويربط عليها, وهذا فيه مصالح عديدة, حتى لا تأتيها الدواب, ولا تدخلها المؤذيات, فيتأذى هو بعد ذلك, ويغطي الإناء كذلك.
وهذه الأفعال مقرونة باسم الله, فتغلق الباب، وتقول: "بسم الله", ويشمل إغلاق الأبواب إغلاق باب السيارة, فإن السيارة تُنزَّل على أنها بيت صغير, ولا تنزل على أنها دابة, فأحكام البيت الصغير فيها أكثر, ولها أبواب, فهي مشابهة للبيت الصغير, فتغلق الباب وتذكر اسم الله, سواءً أكنت تريد الركوب أو كنت تريد الخروج, كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فإن الشيطان لا يفتح باباً ذكر اسم الله عليه» (١)
وقد يكون من بركة هذا حفظ هذه السيارة من السرقة.
(١) أخرجه أحمد (رقم: ١٤٢٦٦) والبخاري (رقم: ٥٣٠٠) ومسلم (رقم: ٢٠١٢) وأبو داود (رقم: ٣٧٣١) والنسائي (رقم: ١٠٥٨١) وابن خزيمة (رقم: ١٣٢) وابن حبان (رقم: ١٢٧٤).