للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنه بأن الإطلاق مقيد بحديث جابر - رضي الله عنه - والنقول عن الصحابة فيها كلام ولم يثبت؛ إلا عن عقبة بن عامر والحسن، ويبقى أن من صبغ من الصحابة لم يبلغه الخبر.

واستدل المانعون أيضاً بحديث ابن عباس - رضي الله عنه - الذي ذكرناه قريباً: «يكون قوم يصبغون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة»

ومن الطعون في هذا الخبر: أن عبد الكريم الذي في هذا الإسناد هو عبد الكريم بن أبي المخارق, أبو أمية البصري الضعيف, وهذا الطعن سمْج فإن عبد الكريم الذي في الإسناد هو ابن مالك الجزري الثقة, المخرج له في الصحيح, والطعن الآخر أن هذا الخبر يُروى عن مجاهد من قوله, وأيضاً فهذا الطعن ليس بصحيح, فإن طريق مجاهد من قوله غير طريق عبد الكريم, فهذه الطريق محفوظة, وهناك طريقة أخرى وهي الطعن في متن هذا الحديث, فكيف يكون هذا الوعيد الشديد على الصبغ بالسواد؟ فالصبغ بالسواد شيء يسير, فكيف يستقيم أن يكون هذا الوعيد الشديد عليه؟ وهذا دلالة على نكارة الحديث, إذ كيف تكون المعصية يسيرة, والإثم عظيم؟ ومثله أن يكون العمل يسيراً والأجر عظيم جداً؟

<<  <   >  >>