الذي رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه:(١) يرويه نافع عن ابن عمر في قصة مزمارة الراعي وسد ابن عمر أذنيه وفعله كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - , فهذا الحديث ثابت عن نافع من غير وجه, ففيه تحريم المزامير, وكل ما يطرب, سوى ما استُثني.
وهناك من أباح الموسيقى والغناء واستخدام آلاته, كابن حزم - رحمه الله - وقد طعن في حديث أبي مالك الأشعري, وقد غلط في هذا - رحمه الله - وخفي عليه حال الحديث, وضعّف ما جاء في معناه, وبعض الباحثين من المتأخرين ألف كتاباً في ذلك, وكان قد ألف قبل ذلك كتاب "أحاديث الغناء في الميزان", وصحح عدة أحاديث, منها حديث أبي مالك, فألف كتاباً آخر, فشرق بما ألف أولاً، والتزم صحة حديث أبي مالك, غير أنه قال: ليس فيه دلالة, غير أن فيه صفة قومٍ يُخسفُ بهم, وأن من صفاتهم أنهم كانوا على هذه الأشياء التي جاءت, ولكن ليس هذا وعيداً منصباً على ما كانوا يفعلون, إنما هم إما مشركون أو ما أشبه
(١) أخرجه أحمد (رقم: ٤٥٣٥) وأبو داود (رقم: ٤٩٢٦) وابن ماجه (رقم: ١٩٠١) والبيهقي (رقم: ٢١٥٢٦) والطبراني (رقم: ١١) ولفظه: عن نافع مولى ابن عمر: أن ابن عمر سمع صوت زمارة راع، فوضع إصبعيه في أذنيه، وعدل راحلته عن الطريق وهو يقول: يا نافع أتسمع، فأقول: نعم، فيمضي، حتى قلت: لا، فوضع يديه، وأعاد راحلته إلى الطريق، وقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسمع صوت زمارة راع فصنع مثل هذا.