للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت لحيته ترى من خلفه, كما روى البخاري في صحيحه من حديث أبي معمر وهو عبد الله بن سخبرة قال: سألنا خباباً بأي شيء كنتم تعرفون قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الظهر؟ فقال: باضطراب لحيته. (١)

قالوا: واللحية القصيرة لا تضطرب.

واحتجوا أيضا بما صح عن علي - رضي الله عنه - أن لحيته قد ملأت مابين منكبيه؛ كما قاله الشعبي وحكاه عن علي - رضي الله عنه - وقد أدركه، أخرجه ابن المنذر في الأوسط عنه.

وأما المذهب الثاني في هذه المسألة: أن اللحية الشرعية تكون قبضة, فما فضل يؤخذ شرعاً, واحتجوا بأن ابن عمر - رضي الله عنه -: كان إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه. روى ذلك عنه مالك في الموطأ, ورواه البخاري من طريقه. (٢) وقد روي عنه غير مقيد في الحج والعمرة. (٣) وقد قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في الفتح: والذي يظهر لي


(١) أخرجه البخاري (رقم: ٧٦).
(٢) أخرجه مالك في الموطأ (رقم: ٢٧٢٥) والبخاري (رقم: ٥٥٥٣).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٢٥٩٩٧) وفي الباب عن جابر وفي متنه أبو هلال فيه كلام سئل عنه يحيى بن معين أيهم أحب إليك حماد بن سلمة في قتادة أو أبو هلال، =
= فقال: حماد أحب إلي وأبو هلال صدوق. الجرح والتعديل لعبد الرحمن الرازي - ... (٧/ ٢٧٣) وأورده ابن حبان في الثقات. وفي الباب عن أبي هريرة.

<<  <   >  >>