وقد يعتذر بعض الناس على حلقهم لحاهم بأعذار باطلة يضحك منها السفهاء فضلاً عن العقلاء. فمن ذلك أن بعض أذكياء المدرسين من المستجلبين من مكان بعيد للتعليم في الجزيرة العربية قيل له ما الذي حملك على حلق لحيتك وما الذي يحمل علماء بلادكم على حلق اللحى وأنت تعلم وهم يعلمون أن في ذلك تشبهاً بالمجوس وطوائف الإفرنج ومن شاكلهم من المشركين وأنه خلاف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو خير الهدي وخلاف أمره بإعفاء اللحى ومخالفة المشركين.
فما كان جواب ذلك المدرس إلا أن قال إن كبير المفتين عندهم يأخذ من لحيته فلا يترك منها إلا قليلاً في الذقن. فقال له الرجل الذي يحاوره هل العبرة بمفتيكم أم بالنبي صلى الله عليه وسلم أو هل الواجب عليكم تقليد العلماء أم الواجب اتباع ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم والانتهاء عما نهى عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم والأخذ بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين. فبهت ذلك المدرس وسكت.
وقيل لآخر منهم ما الذي يحملكم على حلق اللحى وأنتم تعلمون أنه يجب إعفاؤها؟ فما كان جوابه إلا أن قال لو أعفينا لحانا لما قبلتنا الزوجات. فهذا وأشباهه ممن اتخذوا نساءهم