وقيل على الإطلاق ما دام معلنا ... ولاقه بوجه مكفهر معربد
فلم يذكر خلافاً في سنية هجر العاصي المجاهر بالمعصية سواء ارتدع بالهجر أو لم يرتدع وإنما الخلاف في الوجوب هل هو على الإطلاق أم إذا كان العاصي يرتدع به.
وقد جاءت السنة بهجر أهل المعاصي حتى يتوبوا كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه خمسين يوماً ولم يكلمهم حتى تاب الله عليهم. وهجر زينب بنت جحش رضي الله عنها أكثر من شهرين لما قالت أنا أعطي تلك اليهودية - تعني صفية رضي الله عنها. وهجر الذي بنى فوق الحاجة حتى هدم بناءه وسواه بالأرض. وهجر رجلاً رآه متخلقاً بزعفران حتى غسله وأزال عنه أثره. وهجر رجلاً رأى عليه جبة من حرير حتى طرحها. وهجر رجلاً رأى في يده خاتماً من ذهب حتى طرحه.
وفي سنن أبي داود وجامع الترمذي ومستدرك الحاكم أنه صلى الله عليه وسلم هجر رجلاً رأى عليه ثوبين أحمرين. ولما دخل عليه قهرمان باذام وصاحبه وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما كره النظر إليهما وقال لهما ويلكما من أمركما بهذا. فإذا كان هذا قوله صلى الله عليه وسلم لرجلين كافرين وتغليظه عليهما فكيف لو رأى رجلاً مسلماً قد مثل بلحيته. وإذا كان صلى الله عليه وسلم قد هجر الرجل الذي بنى فوق الحاجة وهجر الذي رأى عليه جبة من حرير وهجر