وجهك، يقول لك: لماذا تخفي تحفك الثمينة وتسترها عني؟
إني أخفيها -ويلك- وأسترها لئلا تسرقها. إننا نحجب بناتنا لئلا يعتدي هؤلاء اللصوص، لصوص الأعراض، على أعراضهن. أفليس لنا الحق أن نحمي أعراض بناتنا؟
هذا إذا كان هؤلاء الناس يعرفون ما العرض! لقد كتبت من أكثر من أربعين سنة أنبّه على أمر غريب، هو أن كلمة «العِرْض» بمدلولها الذي نفهمه ليس لها كلمة تُترجَم بها، ليس لها ما يقابلها، لا في اللغة الفرنسية فيما أعلم ولا في الإنكليزية وغيرها فيما أسمع. لذلك يرى الأب منهم بنته تخرج مع الشاب الأجنبي شرعاً عنها ويختلي بها، فلا يُسخطه ذلك منها ولا ينكره عليها.
* * *
هؤلاء لا فائدة من الكلام معهم. هل يفيد الكلام مع الذئب وإقناعه أن لا يحاول «الاختلاط» بالغنم؟ لكن الكلام مع البنات وآباء البنات. أليس لهؤلاء البنات آباء؟ فأين آباؤهن؟
يا إخواننا، إن المقام مقام مصارحة ومناصحة لا مقام مداراة ومجاملة، والأمر أخطر من أن يُجامَل فيه. هل يجامل الطبيب مريضه فيقول له:"صحتك جيدة، ما بك شيء"، وميزان الحرارة يشير إلى أن حرارته أربعون، أو يدلّ ميزان الضغط على أن ضغط دمه مئتان؟
فلا تؤاخذوني إن صرّحت وما لمّحت، وأوضحت وما لوّحت.