ماذا يصنع أهل الأسرة الواحدة؟ يقيمون جميعاً في دار واحدة، ويأكلون على مائدة واحدة، ويصبحون معاً ويُمسون معاً، يتبادلون الحب والودّ، يعطفون على المريض ويسألون عن الغائب، ويقومون صفاً واحداً في وجه الأحداث والمصائب.
أليست هذه هي صفة الأسرة؟ نحن إذن أسرة واحدة.
هذا ما قلته لنفسي ونحن في المؤتمر (١)، معنا المرّاكشي والجزائري والتونسي والمصري والعراقي والشامي واللبناني والأردني والفلسطيني، وإخوان من إيران وكردستان والأفغان والباكستان وأندونيسيا والقفقاس، وما لست أذكر الآن ... نحو سبعين رجلاً ما التقوا من قبل ولا سمع بعضهم بأسماء بعض، لكل واحد منهم زي غير زي الآخر ولسان غير لسانه وملامح غير ملامحه، ولو تعمّدتَ أن تجمع الأشتات من الناس والأضداد
(١) المؤتمر الإسلامي لإنقاذ فلسطين الذي عُقد في القدس أواخر سنة ١٩٥٣، وانظر أخباره في الحلقة ١٣٨ من «الذكريات»، وهي في الجزء الخامس (مجاهد).