الإسلام جاء للحياة كلها، للبيت والسوق والمدرسة والمحكمة والديوان، فهل يسيطر الإسلام اليوم على حياتنا؟
أريد أن أبدأ من الإذاعة، فليسمح لي القائمون على الإذاعة. إنكم تسمعون الآن حديثاً دينياً، فماذا يجيء بعده إذا انتهى، وماذا كان في الإذاعة قبل أن يبدأ؟ والمصلي يذهب إلى الصلاة في المسجد، ولكن ماذا كان يصنع قبل الصلاة، وماذا يصنع بعدها؟
لقد فصلنا في الواقع الدينَ عن الحياة، فبقينا نحافظ على مظاهر الإسلام في العبادة، ولكن إذا انتهت العبادة لم نَسِرْ في حياتنا على هَدي الإسلام. انظروا إلى حياتنا اليوم، إلى تفكيرنا، إلى مطالعاتنا، إلى صحفنا، إلى مدارسنا، إلى أزيائنا، إلى
(١) هذه المقالة القصيرة فيها -على إيجازها- تكملة وتوضيح لما انتهت إليه المقالة السابقة، ولولا ذلك لاقتصرت على تلك الأولى ولم أدرج هذه الثانية في الكتاب، وإن يكن فيها بعض التكرار الذي لا بد منه (مجاهد).