إن مات شيخ الأزهر الشيخ عبد الرحمن تاج فليس أول شيخ يموت، ولقد مضى من قبله أئمة فحول كانوا مصابيح الهدى وكانوا بحار العلم، وكانوا في ثباتهم على الحق جبالاً لا تزول حتى تزول عن مطارحها الجبال ... ولكنه أول شيخ للأزهر يموت ونفسه «حيَّة» تسعى!
إن مَن قبله مات ودُفن، وهذا عاش ولُعن، فما مات فيه جسده الفاني، ولكن مات قلبه ومات ضميره ومات إيمانه، وباع الآجلة بالعاجلة، وآثر الدنيا على الآخرة، وفضّل رضا جمال عبد الناصر على رضا الربّ الناصر لأوليائه، القاهر فوق أعدائه، الجبار الذي لا يشاركه كبرياءه أحدٌ إلا قصمه ... فحكم (جازاه الله) بتكفير صفوة المؤمنين في هذا العصر، الإخوان المسلمين (١):
(١) تولى الشيخ عبد الرحمن تاج مشيخة الأزهر بقرار من رئيس الجمهورية، جمال عبد الناصر، في بداية سنة ١٩٥٤، وهو نموذج للعالِم الذي يبيع دينه بدنيا غيره (وإن هذه لأخسر صفقة في الدنيا، نعوذ بالله أن نقع في مثلها)؛ عُرف أولاً بفتواه الشهيرة في "التجريد من شرف المواطَنة (الجنسية) " التي أعان بها على ضرب اللواء=