تجعل من هذا الصائم المصلي مدافعاً عن الكفر والجهل! وأفيقوا -أيها المسلمون- من نومكم، واعلموا أنه إن كان مثل هذا التلميذ المتدين قد أثمرت في نفسه ضلالاتُ هذا الخواجة وأمثاله، فماذا تصنع بغيره ممّن ليس مصلياً ولا صائماً؟ وانتبهوا إلى أبنائكم، وراقبوا المدارس، فإنه يوشك أن تُخرج المدارسُ من الولد عدوّاً لأبيه، كافراً بدينه، خصماً لقرآنه!
على أني لن أقسو على هذا الطالب ولن أردّ عليه، ولكني أحب أن آخذ من مقاله عبرة أخرى وفائدة جديدة تهمّنا في نهضتنا الجديدة. والأمر جِدّ، ونحن اليوم على مفترق الطرق، قد استيقظنا ولكنّا لا ندري أيَّ طريق نسلك، فلن نضيع الوقت بالردّ على تلاميذ مدفوعين ولا أساتذة جاهلين، ولكنا نختار طريقنا إلى غايتنا.
إن هذا المسلم المؤمن الصائم المصلي يرى أن "تاريخ محمد صلى الله عليه وسلم وتاريخ القرآن لا يسمّى ديناً" فلا بأس إذن أن يدرّسه نصراني جاهل بالقرآن وعلومه، غريب عن علم الإسناد لا يعرف صحيح الروايات من سقيمها، ولا يعرف مصطلح الحديث ولا يعرف إليه مرجعاً إلا كتاباً صغيراً نشره مستشرق باللغة الفرنسية! على أن المفروض في هذا الطالب أنه أعقل من أن يتورط في هذه الورطة وهو في صف البكالوريا، ولكن الأستاذ -كما علمت- قد دخل الصف يحمل عدد «الفتح» الذي أخزاه الله فيه وفضحه ونكّل به، فتذلّل للطلاب وتَمَسْكن لهم وتظاهر بأنه مظلوم مسكين، والطلابُ -كما قلت في المقالة الأولى- ليس لهم وقوف على الحقيقة الدينية، وهم طيّبو القلب يُخدَعون