للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

-على المجاز- «عربية» لم يُنشئها الإسلام، ولكن أنشأتها العبقرية الكامنة في هذه الأمة، وأن هذه العبقرية هي التي صنعت محمداً صلى الله عليه وسلم في أول التاريخ، وستصنع مثله في آخره، وأن للعرب حضارات قديمة عظيمة كحضارتهم بعد الإسلام ... وأمثال هذا الهَذَر.

وما ندري (ولا هم يدرون) ما هذه الحضارات، ومن الرجل الذي أخرجته أمة العرب بعبقريتها فكان مثل محمد صلى الله عليه وسلم. ولعلهم يريدون بذلك هذا الدَّعِيّ العَيِيّ الغبيّ الخواجة فلان، الذي ليس فيه من العربية إلا أن اسمه في «القاموس» في باب القاف فصل العين، والذي لا يكون مثله إماماً إلا لأمة من أمثالهم، كالجُرَذ لا يكون إلا إمام قوم من الفئران! (١)


(١) هو ميشيل عفلق. وفي الحلقة ١١٢ من الذكريات (٤/ ١٨٦ - ١٨٩) قصة الاحتفال بذكرى المولد سنة ١٩٣٨ وأُلقيت فيه خطبة لعفلق، قال: "وكنت يومئذ ألتهب حماسة، فما كان مني إلاّ أن وضعت كفّي على طرف المسرح وقفزت فصرت فوقه، وأخذت بعنق ثوب الخطيب فجذبته ورميت به من فوق المسرح، واستلمت أنا مكبّر الصوت وردَدت عليه وتكلمت عن الرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره خاتم الأنبياء ... واضطربَت الحفلة وهاج الناس، وكثر المتكلّمون، وكانت لها عقابيل. وكنت عنيفاً في ردودي وفي مجادلاتي فشرعت أتكلم عنه (عن عفلق) في الدروس وأمام الطلاّب، وقلت لهم الكلمة التي انتشرت حتّى كادت تسير مثلاً من الأمثال على ألسنة الناس؛ قلت لهم: هذا الذي يدّعي العربية ونصرتها والدفاع عنها ما فيه من العربية إلاّ أن اسمه مكتوب في القاموس المحيط، في باب القاف فصل العين. ورجعوا إلى القاموس وعرفوا معنى الكلمة"! قلت: والمعنى قبيح لا أستطيع نقله هنا، فمن شاء رجع إلى القاموس فقرأه في موضعه (مجاهد).

<<  <   >  >>