فيجب إذن أن نجعل التوحيد أساس الدعوة إلى الله، وأن نخاطب فيه القلب، وأن نتكلم بلسان الشرع ونستعمل حجج القرآن.
* * *
ولا يستقيم ذلك كله ولا يُجدي حتى يكون القائمون بتدريس الدين قدوة للطلاب في تديّنهم وتقواهم. أما أمثالنا فلا يصلحون! فيجب أن يُدّرس الدينَ رجلٌ يكون في سَمْته وأخلاقه وسيرته تقياً ورعاً، مجتنباً للمحرمات بعيداً عن الشبهات، فإذا كان كذلك نفعهم بسيرته وأخلاقه أكثر مما ينفعهم بعلمه. أما أن يدرّس الدينَ -والعياذ بالله- من يفطر رمضان جهراً (كما قد يقع) أو يترك الصلاة فلا، بل ربما كان إهمال درس الدين كله أنفع للطلاب وأجدى عليهم!
ولا ينفع الأسلوب ولا المدرّس إلا إذا كان درس الدين داخلاً في الفحص المدرسي، يطالَب به الطلاب ويسقطون ويرسبون في صفوفهم إذا قصّروا فيه. ولست أدري كيف يرسب الطالب لقصوره في درس الرسم أو الرياضة، ولا يرسب لقصوره في درس الدين!
هذه هو الأساس الذي أتمنى أن تُبنى عليه الدعوة إلى الله في المدارس.