للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالرجل مؤمن مخلص مريد للإصلاح، ولكن الطريق الذي مشى فيه طريق وعر متقطع، وإن ظنه طريقاً سهلاً موصلاً.


= يقول: «أفلاطون صديقي والحق صديقي، فإذا اختلفا فأنا مع الحق». وكتاب «اشتراكية الإسلام» فيه بحث عميق وفيه إحاطة وشمول، وهو كتاب جليل، ولكن فيه أشياء كثيرة إذا لم أصرّح بأنها ليست صحيحة فأنا أصرّح بأنها تخالف المذاهب الأربعة التي عليها المسلمون اليوم. وقد حضرتُ الأستاذَ لمّا ألقاها محاضَرةً في الجامعة -على ندرة ما أحضر من المحاضرات- واضطررت أن أقاطعه تسع مرات لأبيّن له بكلمة سريعة أن الحكم الفقهي الذي يسوقه يحتاج -على الأقل- إلى نظر (وكان مما استوقفته فيه يومئذ قوله بأن قانون الإصلاح الزراعي له مُستنَد شرعي). ودين الأستاذ عزيز عليه بمقدار ما هو عزيز عليّ، وكل عالم في الدنيا يخطئ والعصمةُ للأنبياء وحدهم، ولا يضيره ولا يُغضبه إن شاء الله أن أطلب تأليف لجنة من فقهاء المذاهب الأربعة للنظر في الكتاب وبيان ما ينبغي تعديله فيه؛ فلا يجوز أن يبقى على ما هو عليه ويُتَّخَذ حجة لمن يريد أن يأتينا بدين جديد غير دين الإسلام في مصر وفي الشام. وأنا أعرف الاشتراكية وأعرف الإسلام، ولكني لا أعرف شيئاً اسمه اشتراكية الإسلام، والسلام".
والإشارة في آخر الكلمة واضحة إلى حكم عبد الناصر، فقد ألقى السباعي محاضرته وعقّب عليها جدي بهذا التعقيب في أيام الوحدة بين مصر وسوريا، وكان عبد الناصر يسعى إلى تطبيق الاشتراكية في الإقليم الشمالي (سوريا) كما طبقها من قبل في الإقليم الجنوبي (مصر)، ومن ثمراتها ذلك القانون الذي سموه «قانون الإصلاح الزراعي» والذي كان من نتائجه بوار الزراعة، وقانون «التأميم» وكان من نتائجه انهيار الصناعة، وانظر خبر ذلك كله في الحلقة ١٦٠ من ذكريات علي الطنطاوي (وهي في الجزء السادس). =

<<  <   >  >>