أسجّل الحديث ثم أسمعه، ثم أعود إلى أسلوب حياتي الذي رسمَته العادات الموروثة والمستورَدة وأعرافُ الناس وأوضاعُ المجتمع!
ففكروا معي وقولوا لي: هل هذا الذي قلته صحيح أم لا؟
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومواعظ السلف بدّلت الدنيا وغيّرت الأرض، وهدمت وبَنَت وصنعت دنيا جديدة، دنيا خير وبِرّ، فلماذا لا تفيد أحاديثنا ومواعظنا؟ لماذا لا يكون لها تأثير في حياتنا العملية؟ لماذا لم تبدل سلوكنا في الحياة؟
وإذا صح أنها لا تبدل سلوكنا ولا تؤثر فينا، فهل نتركها ونستريح من إعدادها ونريح السامعين من الإصغاء إليها، أم يمكن تبديل أسلوبها وطريقتها حتى تكون مؤثرة؟ هل العلة في أسلوب الأحاديث، أم في إعراض السامعين، أم في كثرة عوامل الهدم وقوّتها، أم في موت القلوب أو في قسوتها؟
وحيثما كانت العلة، فهل لها دواء؟ وما دواؤها؟
* * *
يا سادة، لقد رجوتكم في مطلع هذا الحديث أن تكونوا معي بآذانكم وعقولكم، وأن تفتحوا له أذهانكم وقلوبكم لتفكروا معي في هذه المشكلة، ولتقولوا لي: لماذا تُلقى المواعظ ويسمعها الناس ولا يكون لها أثر؟ لماذا؟ ما السبب؟