للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأطروحة مدرّساً، ولم يُدخل نفسَه فيها هذا الشيخُ لينصر الكفر ويدفع عن الإلحاد ويؤيد الجهل ... لقلنا شاب أراد أن يتعجل الشهرة قبل أوانها، ورأى طريق العلم والتحقيق طويلاً، فسلك طريق جهنم وأراد اجتياز الصراط فسقط، وسكتنا، ومرّت الحادثة كما مرّت أحداث أمثالها وشرّ منها، ظن مُحْدثوها أنهم هدموا الإسلام ونسفوه نسفاً وصرفوا الناس عنه صرفاً، والإسلام لم يشعر بها ولم يحسّ بوقعها، ولم يزدَدْ عليها إلا قوّة وانتشاراً. ولكن دخول هذا الشيخ في المجادلة على صدق القرآن وكذبه، وكون طالب الأطروحة موظفاً رسمياً ومعيداً في الكلية، أمر لا يُسكَت عنه ... وهذا الذي نقوله اليوم أول الغيث.

* * *

ومقالنا اليوم تذكير لهذا الشيخ بأنه ليس من أصحاب العقول الكبيرة والبحث العلمي ليكفر إذا كفر عن بيّنة، وما به إلا أنه رأى أديباً زلّ من عشرين سنة فقال كلاماً مثل هذا، فملأ اسمه الدنيا وشغل الناس، فأحب أن يكون مثله!

ولندع الدين، ما دمت -يا مولانا الشيخ- تحسب أن الخروج عليه مدنيّة وتقدّم، وأن الأخذ به رجعية، وأنك أعلنت الكفر وجهرت به واخترته والعياذ بالله لنفسك، ولنأخذ العلم والمنطق والتاريخ: فهل في العلم والتاريخ شيء يؤيد ما جاء في الخبر أن الأطروحة اشتملت عليه، وما أعلنتَ أنك مع المؤلف في كل حرف منه؟ وبأي دليل من أدلة العلم، وفي أي كتاب من كتب التاريخ، ثبت لك ولصاحب الأطروحة أن الله قد اقتبس

<<  <   >  >>