الله ودينه، ولا علمه وبلاغته، ولا معرفته بتصريف الكلام، إلا أن يحتجَّ على جواز زعمك أن الله قال لمحمد «يا أخي» بقول الحَمّار لحِماره: «يا أخي»! ولم أردّ عليه لأني لم أكن أعرف -قبل أن أسمع ردّه هذا- شيئاً من لغة الحَمّارين والحمير ولا قواعد المناظرة في لسانهم!
* * *
وبعد، فما أريد اليوم الرد على هذين الرجلين ولا تأديبهما؛ إنما أردت تنبيه رجال المعارف في مصر التي دينها الرسمي الإسلام، وعميد الكلية العربي المسلم الذي اسمه الدكتور عزام، إلى هذين المدرّسَين اللذين يعلنان الكفر بالله والطعن في القرآن، والإهانة لكل مسلم يرى في مصر دار الأزهر ومثابة العلم، وهما يأخذان أموال الأمة ليلقِّنا أبناء مصر وأبناء الشام والعراق والحجاز واليمن والمغرب وكل بلد يبعث بأبنائه إلى هذه الجامعة مثلَ هذه الكُفْريّات، التي يعتقدانها ويكتبانها ويصرّان عليها، ولا يخافان فيها الله ولا الحكومة ولا العلماء ولا العامة.
وأنا أرقب ما تصنع وزارة الأوقاف وما يصنع الأزهر وعلماؤه، لأستخير الله فيما أصنع أنا بعد، وما يصنعه هذا القلم الضعيف في نفسه القويّ بالله وبدينه وبقرآنه. وما بسيفي أضرب، ولكن بسيف محمد، صلى الله على محمد وسلّم (١).
* * *
(١) نشر علي الطنطاوي هذه المقالة وهو مقيم في القاهرة، وقد أشرف في تلك السنة (١٩٤٧) على تحرير «الرسالة». والمقالة نموذج يمثل=