أننا في هذا كأسلافنا، هل كانت الإذاعات في البلاد التي لا تحب الإسلام ولا تود أهله، هل كانت تفتتح إذاعتها بالقرآن؟
* * *
وبعد، فإن أحاديث الإذاعة ومقالات الصحف ليست كدروس المدرسة، ففي المدرسة طلاب محصورون، وللإذاعة مستمعون وللجريدة قارئون لا حصر لهم.
طلاب المدرسة مُلزَمون أن يحضروا من أول الحصة إلى آخرها، إن غابوا كان لهم مَن يتفقّدهم وإن غفلوا وجدوا من ينبّههم، ومستمعو الإذاعة وقُرّاء الجريدة ليس عليهم رقيب، إن شاؤوا فتحوا الرادّ فسمعوا وإن شاؤوا أغلقوه فاستراحوا، ومنهم من يسمع من الحديث كلمة من هنا وكلمة من هناك، ومن يسمعه من آخره فلا يعرف ماذا كان في أوله. وقرّاء الجريدة إن شاؤوا قرؤوا المقالة، وإن شاؤوا جازوا بها وتركوها، وإن شاؤوا قرؤوا كلمات منها. ثم إنهم متباينون فهماً وإدراكاً وعقيدة واتجاهاً، فالمحدث البارع والكاتب الناجح هو مَن يستمع إليه أو يقرأ له أكبر عدد منهم. المهم أن يستمعوا وأن يقرؤوا، ثم لا يضر المحدّثَ أو الكاتبَ ليكون ناجحاً أن يوافقوه أو أن يخالفوه، إن المهم هو أن يقرؤوه.
ولست في مقام مَن يوجّه الكُتّاب والمحدِّثين، وفيهم كثير ممّن هو أعلم مني علماً وأوسع إدراكاً وأشد إخلاصاً، ولكنها ذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين.