للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: توقع الأمر المحبوب الذى لا يرجى حصوله لكونه مستحيلا، كقوله تعالى: «يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً» (١).

وقول الشاعر:

ألا ليت الشباب يعود يوما ... فأخبره بما فعل المشيب

الثانى: توقع الأمر المحبوب الذى لا يرجى حصوله لكونه ممكنا غير مطموع فى نيله، كقوله تعالى: «يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ» (٢).

والأداة الموضوعة للتمنى: «ليت»، وقد تستعمل ثلاثة أحرف للدلالة عليه:

أحدها: هل، كقوله تعالى: «فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا» (٣).

والثانى: لو، سواء كانت مع «ودّ» كقوله تعالى: «وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ» (٤)، أو لم تكن كقوله تعالى: «لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً» (٥)، وقوله: «لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ» (٦).

والثالث: لعلّ، كقوله تعالى: «لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ. أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى» (٧).

ومنه قول الشاعر:

أسرب القطا هل من يعير جناحه ... لعلّى إلى من قد هويت أطير (٨)


(١) النساء ٧٣.
(٢) القصص ٧٩.
(٣) الأعراف ٥٣.
(٤) القلم ٩.
(٥) هود ٨٠.
(٦) البقرة ١٦٧.
(٧) غافر ٣٦ - ٣٧.
(٨) ينظر التمنى فى مفتاح العلوم ص ١٤٧، والإيضاح ص ١٣١، وشروح التلخيص ج ٢ ص ٢٣٨، والطراز ج ٣ ص ٢٩١، والبرهان فى علوم القرآن ج ٢ ص ٣٢١.

<<  <   >  >>