للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معناها للتوكيد» (١). وقد قال أبو هلال عن هذا الأسلوب: «فأما التذييل فهو إعادة الألفاظ المترادفة على المعنى بعينه حتى يظهر لمن لم يفهمه ويتوكد عند من فهمه، وهو ضد الإشارة والتعريض. وينبغى أن يستعمل فى المواطن الجامعة والمواقف الحافلة، لأن تلك المواطن تجمع البطئ الفهم، والبعيد الذهن، والثاقب القريحة، والجيد الخاطر، فاذا تكررت الألفاظ على المعنى الواحد توكد عند الذهن اللقن وصحّ للكليل البليد» (٢).

والتذييل ضربان:

الأول: لا يخرج مخرج المثل لعدم استقلاله بافادة المراد وتوقفه على ما قبله كقوله تعالى: «ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ» (٣) أى: هل نجازى ذلك الجزاء الذى يستحقه الكفور إلّا الكفور، فان جعلنا الجزاء عاما كان الثانى مفيدا فائدة زائدة.

ومنه قول الشاعر:

فدعوا نزال فكنت أول نازل ... وعلام أركبه إذا لم أنزل

فالشطر الثانى تذييل ولكنه غير مستقل عن الأول.

وقول المتنبى:

وما حاجة الأضعان حولك فى الدجى ... إلى قمر؟ ما واجد لك عادمه (٤)

فقوله «ما واجد لك عادمه» تذييل.


(١) الإيضاح ص ٢٠٠، والمصباح ص ٩٨، الفوائد ص ١٢١، شروح التلخيص ج ٣ ص ٢٢٥ الطراز ج ٣ ص ١١١، البرهان فى علوم القرآن ج ٣ ص ٦٨، خزانة الأدب ص ١١٠.
(٢) كتاب الصناعتين ص ٣٧٣.
(٣) سبأ ١٧.
(٤) أى لا يعدم القمر من يجدك.

<<  <   >  >>