للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وللاطناب بالاعتراض أغراض بلاغية منها:

الأول: التنزيه: كقوله تعالى: «وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ- سبحانه- وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ» (١)، ف «سبحانه» تضمنت تنزيها لله تعالى عن البنات.

الثانى: التعظيم: كقوله تعالى: «فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ- لَوْ تَعْلَمُونَ- عَظِيمٌ» (٢).

الثالث: الدعاء، كما فى قول عوف بن محلم يشكو كبره:

إنّ الثمانين- وبلّغتها- ... قد أحوجت سمعى إلى ترجمان

وقول المتنبى:

وتحتقر الدنيا احتقار مجرّب ... يرى كل ما فيها- وحاشاك- فانيا

وقوله «حاشاك» دعاء حسن فى موضعه.

الرابع: التنبيه، كقول الشاعر:

واعلم- فعلم المرء ينفعه- ... أن سوف يأتى كلّ ما قدرا

ومنه قول أبى خراش الهذلى يذكر أخاه عروة:

تقول أراه بعد عروة لاهيا ... وذلك رزء- لو علمت- جليل

فلا تحسبى أنّى تناسيت عهده ... ولكنّ صبرى- يا أميم- جميل

فقوله «لو علمت» و «يا أميم» جملتان اعتراضيتان تفيدان التنبيه على عظم المصاب وعلى تجلده وصبره.

الخامس: المبادرة إلى اللوم، كقول كثير عزة:

لو انّ الباخلين- وأنت منهم- ... رأوك تعلّموا منك المطالا


(١) النحل ٥٧.
(٢) الواقعة ٧٥ - ٧٦.

<<  <   >  >>