للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا، وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ» (١).

وقول بكر بن النطاح:

تراهم ينظرون إلى المعالى ... كما نظرت إلى الشّيب الملاح

يحدّون العيون إلىّ شزرا ... كأنى فى عيونهم السّماح

- لكنّ: لتأكيد الجمل، وقيل: للتأكيد مع الاستدراك، وقيل: إنّها للتوكيد دائما مثل «إنّ» (٢). ومنه قوله تعالى: «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» (٣).

وقول المتنبى:

فلا تعجبا إنّ السيوف كثيرة ... ولكنّ سيف الدولة اليوم واحد

- لام الابتداء: وتفيد تأكيد مضمون الجملة، ولهذا زحلقوها فى باب «إنّ» عن صدر الجملة كراهية ابتداء الكلام بمؤكدين. ومنه قوله تعالى: «إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ» (٤).

- الفصل: وهو من مؤكدات الجملة، وقد نصّ سيبويه على أنّه يفيد التأكيد، وقال فى قوله تعالى: «إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً» (٥).

إنّ ضمير الفصل «أنا» وصف للياء فى «ترنى» يزيد تأكيدا (٦).


(١) القصص ٨٢.
(٢) مغنى اللبيب ١ ص ٢٩١، والبرهان فى علوم القرآن ج ٢ ص ٤٠٨.
(٣) القصص ٥٦.
(٤) إبراهيم ٣٩.
(٥) الكهف ٣٩.
(٦) الكتاب ج ١ ص ٣٩٥، وينظر البرهان فى علوم القرآن ج ٢ ص ٤٠٩.

<<  <   >  >>