للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= مع كون رجاله غير رجال الصحيح وقال المنذري: إسناده صحيح). انتهى.
شرح الحديث رقم (٩٠٩٤) من الجامع الصغير.
وأوله في صحيح الإِمام البخاري في كتاب الأدب برقم (٦٠١٣)، وعند الإِمام مسلم في الفضائل -باب رحمة النبي الصبيان والعيال برقم (٥٩٨٢)، والترمذي في البر باب رحمة الولد (١٩١١) وكذا أبو داود في الأدب (٥٢١٨) بألفاظ متقاربة. وزاد في المعجم الكبير للطبراني: "ومن لم يتب لا يُتب عليه" رقم (٢٤٧٥).
* من فوائد الحديث:
قال الإِمام؛ أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي: (ولا يفهم من هذا أن الرحمة التي وصف الحقُّ بها نفسه هي: رقة وحنوّ كما هي في حقنا؛ لأن ذلك تغير يوجب للمتصف به الحدوث، والله تعالى منزه ومقدس عن ذلك وعن نقيضه الذي هو القسوة والغلظ، وإنما ذلك راجع في حقنا إلى ثمرة تلك الرأفة وفائدتها، وهي: اللطف بالمبتلى والضعيف، والإِحسان إليه، وكشف ما هو فيه من البلاء، فإذًا هي في حقه سبحانه وتعالى من صفات الفعل لا من صفات الذات، وهذا كما تقدم في غضبه تعالى ورضاه في غير موطن.
وإذا تقرر هذا، فمن خلق الله تعالى في قلبه هذه الرحمة الحاملة له على الرفق وكَشْف ضر المبتلى فقد رحمه الله تعالى بذلك في الحال، وجعل ذلك علامة على رحمته إياه في المآل، ومن سلب الله ذلك المعنى منه وابتلاه بنقيض ذلك من القسوة والغلظ ولم يلطف بضعيف، ولا أشفق على مبتلى فقد أشقاه الله في الحال وجعل ذلك علمًا على شقوته في المآل، نعوذ بالله من ذلك). انتهى المراد من "المفهم بشرح صحيح مسلم"، للإِمام القرطبي، وفيه كلام نفيس فينظر: ٦/ ١٠٨، وما بعدها في شرح الحديث رقم (٢٢٢٨ - ٢٢٢٩) بترقيم الكتاب.

<<  <   >  >>