للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١ـ لا تقطع رفدك ومعوناتك عنهم على الرغم من القطيعة، بل عليك أن تنفذ اليهم بكل ما تبلغه طاقتك من رفد وعون، كلما احتاجوا إليه.

٢ـ إذا صادفت واحداً منهم في طريق او مجلس او محفل عام، فأقبل إليه بكل بشاشة وسرور، واسأله عن أحواله وحال من يلوذون به، فإذا اعرض هو عنك، فقابل أعراضه بعكس ذلك تماماً.

٣ـ لا تدخل في أحكام هذه المقاطعة الحالات الاستثنائية الطارئة كعيادة مريض، أو تشييع جنازة، أو مواساة بنكبة ونحو ذلك، على أن تذكرهم بالله كلما زرتهم في هذه المناسبات، وتنهاهم بالحكمة والرفق، عن الذي قد تراه عندهم.

٤ـ على المسلم الداعي إلى الله ان يعلم أنه عندما يزور أقاربه وأرحامه، لا يزورهم لحض الشوق اليهم او التسلية معهم، وإنما يؤدي بهذه الزيارات، وظيفة قدسية كلفه الله بها وأقامه عليها، ألا وهي وظيفة الدعوة إلى الله، لا سيما بين رحمه وأهل قرابته.

وعلى هذا، فإن عليه أن يملأ الوقت الذي يمضيه معهم، بالتذكير والنصح. وللتذكير معنيان: معنى خاص، يتعلق بالنهي عن منكر يتلبسون به، أو يتعلق بالأمر بواجب أعرضوا عن القيام به. وقد أوضحت هذا المعنى في البند الثالث.

أما المعنى العام، فهو أن يقوم فيهم مقام المرشد الناصح يذكرهم بالله وصفاته وقدراته، وبيانه المعجزة الذي يخاطبهم به، وبالموت وما بعده من الأحداث التي هي اليوم غيب بعيد، وستكون غداً واقعاً مشاهداً لا مفر منه.

ويستحسن أن يربطهم في ذلك بما يشبه درساً دورياً، يركز فيه على تفسير كلام الله عز وجل، أو سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فإن لم يستحسن وضع منهاج دوري في ذلك، خوفاً من عدم إقبالهم إليه والتزامهم به. فليجعل ذلك قراراً بينه وبين نفسه، يشغلهم به كلما زارهم أو زاروه. كل ذلك بأسلوب حكيم لا يعجز عنه ذو الحكمة السليمة في معالجة الأمور.

فإذا اتبع المسلم هذه السبل في معاملة أقربائه وذوي رحمه، وثبت على ذلك حيناً، وصبر على بعض الشدائد في سبيل مرضاة الله عز وجل. فإنه سيعود ولا شك بإحدى الحسنين:

إما هداية من الله تنسكب في قلوب أقاربه أو بعضهم على أقل تقدير. وإما اجر كبير يعود به من الله عز وجل وإن لم يعد من جهوده معهم بأي طائل.

وهذا الأمر ثابت لك على كل حال، إذا كان قصدك وجه الله وحده.

ومهما يكن، فاحرص أن تقف دائماً تحت مظلة قوله تعالى:

(ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً، وقال إنني من المسلمين) .

<<  <   >  >>